المنح العلية في بيان السنن اليومية
المنح العلية في بيان السنن اليومية يعد الاستمساك بالسنة في وقت الفتن من أهم عوامل نجاة المسلم، "وأولى الناس تطبيقًا لهديه - صلى الله عليه وسلم - والمسارعة لسنته هم أهل دينه، فإن من يَرُد عن عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله ينبغي أن يكونَ من أحرص الناس على الامتثال لأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهديه وتطبيق سننه بفعله أيضًا، فيُحيي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وفي مجتمعه وبين أهله وأولاده وطلابه وإخوانه". وقد جمع الشيخ "عبدالله بن حمود الفريح" مجموعة من سنن وعبادات، من سنة النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم -، هجرها الناس وزهدوا فيها، وهي مِنَحٌ عالية الفضل، جليلة القدر، عظيمة الثمرة، بادر المؤلف بالتذكير بها إخوانه من المسلمين، وقد أغفل الكاتب بعض السنن عمدًا للخلاف في ثبوتها؛ لضَعف دليل، أو لخلاف في فهم الاستدلال في السنة، وقد حرص على تقييد ما صح به الخبر من السنة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تحية، وكان دافعًا له في تسطيرها سببان رئيسان: أوَّلهما: ما مجَّ سمعَ كل مسلم، وأحزن قلبَ كل موحد، وأبكى عين كل مُحب للحبيب - صلى الله عليه وسلم - حينما نيل منه، ورُسم عنه من قِبَل مَنْ شُلَّت يده، فسخروا منه واستهزؤوا برسم كاريكاتيرات ساخرة تسيء له. والسبب الثاني: هو ما يشهده واقعنا اليومَ من التفريط في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وامتثالها بحجة أنَّها مما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ولم يكن الصحابة يفرقون في الأوامر بين الواجبات والمستحبات من حيث السؤال والتطبيق، والعجب ممن يعرف فضائل عديدة وعظيمة في سنن كثيرة علمها ولم يعمل بها ولو مرة واحدة.